عَفوٍآ .. !!
مَاذَا لَوْ كُنْت مَجْنُونَاً ..
حَيّرَنِي هَذَا السُّؤال كَثِيرَاً ..
مَاذَا لَوْ كُنْت مَجْنُونَاً .. ؟
لَ أَقْتَحَمْت مَوَاخِير الفِكْر .. وَتَجَرّعْت كُؤوسَاً .. تُسْكَرُنِي فِكْر أَحْمَق ..
فَ كْم جَمِيَلٍ أَن .. تُصْبَح صَاحِب فِكْر أَحْمَق .. لَا تَعْبَأ بَمَا سَ يَنْتُج خَلْفَه ..
فَقَط تُخْرَجُه فَيَسِير عَارٍ بَيْنَ البَشَر .. !
وَلَكِن ..
- يَا تُرَى سَ يَتَقَبّلُونِي المَجَانِين العُقَلاء .. ؟
- يَا تُرَى الجَنُون هُو مَنْ يَقْتَحِمَنَا .. أَم نَحْنُ مَنْ نَقْتَحِمَه بَفَضُولِنَا .. ؟
- قُلت ذَات يَوْمَاً هُنّاك جَنُون نُرِيده .. وَجَنُون يُرِيدنَا .. !
" لَا أَعْلَم مَدَى دَقْة وَأَصْحَيّة هَذِهِ المَقُولَة .. ! "
فَ عَفْوَاً لِلمَجَانِينِ ..
* - * - * - *
تَتَرَآي دَائِمَاً أَمَام عَيْنَيِّ .. صُورَة الحَيَوَان الإِنْسَان .. !
" فَهَذَا لَا يُعْنِي أَنّنِي كَائِن مَلَائِكِي .. بَل الكَثِير يَرَانِي عَرْبِيد .. أَحْو الكَثِيرِِ مِنْ صَفَاتِ الحَيَوَانِ ..
فَ شُكْرَاً لَهُم .. لَأَنّهُم لَم يَأتُو بِجَدِيدٍ .. هَا هَا هَا "
مَاذَا لَوْ كُنْتَ قَذِر .. ؟
آآآهٍ .. مَا أَجْمَل وَقْع هَذِهِ الكَلِّمَة - قَذَر- عَ أُذُنِي تُشْعَرُنِي ..
بَنَشْوَةٍ مُغَايَرَة تَمَامَاً .. !
سَ تُصْبَح خَنْزِير بَشَرَيِّ .. تَأكُل وَتَشْرَب .. بِلَا مُبَالَاةٍ .. وَلَا هُمّْ وَلَا غَمّْ ..
ذُو الأَنْف الوَاسِعَة المَلِيئة بِالقَذارة .. بَل وَ سَ تَنْهَم شَهْوَتَكَ .. !
أَ بَعْد لَذّة الشّهْوَة لَذّة .. ؟
فَ خَنْزَرَة النّفُوس تَفُوق .. قَذَارَة الخَنْزِير بِدَرَكَاتٍ ..
فَ عَفْوَاً لِلَخنَازِيرِ ..
* - * - * - *
كَلْبَيّة الفَلْسَفَة ..
فَكمَا نَعْلم هُنّاك شَرِيحَة .. تَعْتَنِق عَقِيدَة الكَلْبَيّة الفَلْسَفَيَة / الفَلْسَفَة الكَلْبَيّة ..
أَمّا كَلْبَيَة الفَلْسَفَة .. فَ هُم أَصْحَاب الأَصْوَات الحَنْجُورَيّة ..
المُزْعَجِين الذِّين يَتَحَدّثُون بَلَا هَاوَيَة .. فَقَط مِنْ بَابِ الثّرْثَرَة ..
المُحَارِبِين الضّعَفَاء .. الذّين لَا يَقُوون عَ حَمْل سَيْفِ الجَرَأة ..
سَوَى مِنْ خَلْف سَتَائِر الجُبْن ..
فَ يُطَبّقُون الكَلْبَيّة الحَيَوَانَيّة .. دُوَن الكَلَبْبَيّة الفَلْسَفَيّة ..
وَمَا أَكْثَرَهُم هُنّا وَهُنّاك .. فَهِي ظَاهَرَة تَنْتَهِي سَرِيعَاً .. وَتَأتِي سَرِيعَاً لَتَنْتَهِي .. !
فَ عَفْوَاً لَلَكَلَابِ .. !
" أَنّ كَلّمَاتِي التِّي لَهَا مَعْنٍ .. هِي التِّي أَقُولَهَا لِكَلْبِي .. كُلِّ صَبَاحٍ .. ! "
يَا تُرَى سَ يَأتِي يَوْمَاً نُفَضّل .. الحَدِيث لِكَلَابِنَا .. عَنْ الحَدِيث مَع بَنِي البَشَرِ .. ؟
بَعْدَ هَذَا الخوَاء وَالتّرقِيع الفِكْرِي ..
كُنْتُ لِبَعْضِ الوَقَت أَظُنّ .. أَنّ قَطَع القُمَاش فَقَط .. مَنْ تُرَقّع .. فَ وَجَدت أَنّ الأَفْكَار أَيْضَاً تُرَقّع .. !
يَا وَجَع الفِكْر ..
* - * - * - *
قَالَ الفِيلَسُوف الأَنْجَلِيزِي " ميل " ..
" لَوْ أَنّ نَمْلَة وَقَفَت عَ حَجَر أَسْوَد .. وَلَم تَبْرح هَذَا المَكَان .. فَأَنّهَا تَرَى كُلِّ شَيء أَسْوَد ..
وَأَن هَذِهِ هِي طَبِيعَة الأَشْيَاء .. وَلَو لَوْ أَنّ نَمْلَة وَقَفَت عَ حَجَر أَبْيَض .. وَلَم تَبْرح هَذَا المَكَان ..
فَأَنّهَا تَرَى كُلِّ شَيء أَبْيَض .. وَأَن هَذِهِ هِي طَبِيعَة الأَشْيَاء .. وَهَذِهِ عَ حَق إِلَا قَلِيل .. وَالأُخْرَى عَ حَق إلَا قَلِيل .. ! "
فَيَا قَاصَرِي النَّظَر .. أَنْتُم نَمْلَاً حَاوَل دَرَاسَة الحَيَاةِ وَفَشَل .. بِنَجَاحٍ .. !
فَمَا الرُؤيَة سَوَى عَيْن قَاصِرَة .. عَ رَأيٍّ سَدِيدٍ .. وَأَنْتُم أَبْعَد مِنْ أَنْ تَكُونُوا هَ هَ هَ كَذَا ..
* - * - * - *
أَتَمَتع بِنَهْمٍ ثَقَافِي .. يَجْعَلَنِي أَفَقد الرُؤيَة .. الصّحِيحَة فَ وَضَحِ النّهَارِ ..
فَ يوْمَاً سَ تَسْقُط مُقْلَتَا عَيْنِي ..
قَالُوا :
" الرَغَبة الدّفِينَة لَدَى المَرَأة .. تَتَلَخّص فِ أَن يَتِم أَغْتصَابِهَا بِعُنْفٍ .. ! "
مَاذَا لَو كَانَت هَذِهِ المَرَأة زَوْجَتَكَ ..
رِسَالَة لِكُلِّ أَمْرَأة ..
" لَا تَجْعَلنِي أَرَى كُلّ مَا وَرَاء ثَيَابَكِ .. ثُمّ تَطْلُبِي مِنْي أَحْتَرَامَكِ ..
وَأَن أتَحَدّث مَعَكِ كَ أَنْسَانَةٍ .. لَا قَطْعَة لَحْم أُرِيد أَلْتَهَامَهَا .. ! "
رِسَالَة لِكُلِّ رَجُل ..
" لَا تُشْعَرُنِي أَنّك يُوسَف - عَليه السّلَام - وَأَنْتَ خَلْف شَهْوَتَكَ .. تَتَلَاعَب الأَفْكَار الجَنْسَانَيّة ..
فَمَا الشّهْوَة سَوَى لَذّة .. تُمِض وَ تَخْتَفِي سَرِيعَاً .. فَكُن ذَا عَقْل عُلْوَي .. !
حُوَار قَام بَيْن دزرائيلي وَزْوجَتَه مارى آن .. لِ موروا ..
" عِنْدَمَا إِعْيَائهُمَا المَرَض حَتَى تَعذَر عَ أَحَدَهُمَا العَنَايَة بَالأَخَرِ فَكَان الزّوجَان يَتَبَادَلَان أَحْيَانَاً
الرَسَائِل مِنْ حُجْرَة إِلَى حُجْرَة فَكَان يَكْتُب لَهَا قَائِلَاً : إنِي الآن مُسْتَلَقِي عَ ظَهْرِي
فَأُعذُرِي الخَط وَالقَلَم فَلَيسَ عِنْدِي مَا أَقُولُه لَكِ سَوى أنّنِي أُحِبُّكِ ..
وَكَانَت تَقُول هِي : يَا أَعَز مَا أَمْلُك إنِي مُشوقة إِلِيّكَ إِلَى حَدٍ مُخِيف يَا لَفَدَاحَةِ مَا أُدِين بِهِ
إِلَى طِيبَتَكَ وَإِلَى حَنَانِكَ الدّائِم .. "
* - * - * - *
مَاذَا لَوْ كُنْتَ بُوذِي ..
سَأَلْت ذَاتِي كَثِيرَاً .. مَاذَا لَوْ كُنْت بُوذَيّاً ..
البُوذَيّة " تَدْعُو لِلتَحَرُّر مِنْ الحَوَاسِ " ..
مِنْ أَيْنَ آتِي بِمَنْجِلٍ يَجَزُّ الحوَاس .. ؟
اليَهُودَيّة قَالَت " العَيْن بَالعَيْنِ وَالسّن بَالسّنِ .. "
مِنْ أَيْنَ آتِي بِهَذَه الصّارَمَة .. ؟
المَسَيّحَيّة قَالَت " مِنْ ضَرَبَكَ ع خَدّكَ الأَيْمَن .. فَ أَدَر لَه الأَيْسَر .. "
مِنْ أَيْنَ آتِي بِهَذَا التّسَامُح .. ؟
إِذَا كَانَ هَذَا هُوَ الإِسْلَام .. أَفَلَا نَكُون مُسْلمِين .. " جُوته "
وَتَسْألًونِي لَمَاذَا أنَا مُسْلِم .. ؟
* - * - * - *
مَاذَا لَوْ .. أَتَى الوَجَع رَاكِعَاً لِي .. ؟
هَلْ سَ أَكُون مِنْ الكُرَمَاءِ .. وَ أَعْفُو عَنْهُ ..
أَم سَ أَكُون مِنْ الدّهُمَاء .. وَأُلَقنَه دَرْسَاً فِ الوَجَعِ وَالأَلَم .. !
مَاذَا لَو .. سَارَت المَرَأة عَارَيَة .. وَالرَجُل عَارِي .. ؟
وَأَنَا أَنُظَر لَهُمَا .. بِتَمَلّل لَ أَنّ مَا أَرَاه .. لَم يَكُن بِخَفَيّ عَنْي ..
وَأَنْتَ أَيْضَاً ..
لِمَاذَا الرَبْط بَيْنَ العُرَيّ وَالعَوْرَات .. فَهُنّاك عَوَرَات تَفُوق ..
الأَعْضَاء التّنَاسُلَيّة .. بِكَثِير .. ر .. ر .. ر .. !
فَ عَفْوَاً لَهُم وَلَكُم ..
وَعَفْوَاً لِي وَلَهَا ..
فَمَا أَرَى جَعَلَنِي لَااا أُرِيد .. أَنْ أَرَى مَرّة أُخْرَى ..
أُرِيد العَدْو حَتّى تَنْقَطِع أَنْفَاسِي ..
أُرِيد السُّكْن خَلْف ضَبَابِ الحَيَاة ..
فَلَقَد بَدَأت الكِتَابَة تُألَمُنِي ..
فَ أَمّا أَنّنِي أَرَى كُلّ .. مَا يَحُوم حَوْلِي مُغَالٍ فِيهِ .. وَهَذَا لَا يُقْنِع أَحَد ..
أَم أَرَى أَنّنِي مَلَاك .. هُبِط لِأْنْتِشَالِ الأَخَرِين .. وَهَذَا لَا يُقْنِع أَحَد ..
أَم أَنّنِي أَحْقَد وَبِشَدّةٍ عَ الأَخَرِين .. وَهَذَا لَن يَحْدُث ..
أَم أًَنّنِي أُتَابِع الخَيَال اليُوتُوبِي كَثِيرَاً .. وَأَتَمَتّع بِرُؤيَة مَا وَرَائيّة .. وَهَذَا لَن يُقنِع عَاقِل ..
أَم أَنّنِي لَا أُسَاوِي حَجْم حَبّة غُبَار .. أَلْتَصَقت عَ نَافَذَةِ زُجَاجَيّة ..
فَ أَتَتَ نَسْمَة فَجْر .. فَ أَزَاحَتَهَا أَسْفَل الأَرْجُل .. فَلَا هِي تُرَى ..
وَلَا هُم يَرُوا بَاقِي الحَبّات .. !
فَ الأَرْجُل الأَن لَا تَسِير عَ الأَرَضِ .. وَلَا الحَبّات صَغِيرَة الحَجْم .. !
لَيْسَ مُهَمَاً أَنْ يَرَانِي أَحَدَاً .. صَاحِب فِكْر أَو حَرَف ، صَادِق أَو كَاذِب ..
لَيْسَ مُهَمَاً أَنْ تَعْشَقَنِي الحَيَاة .. وَتَجْثُو لِي ..
لَيْسَ مُهَمَاً أَنْ أَنْظُر لَهُم .. عَ أَنّهُم أَنْبَيَاء .. لِكَي يَزِيد رَصِيدِي بَهُم ..
لَيْسَ مُهَمَاً أَنْ أُحَاكِي الوَاقَع .. بَأَنَامِلِ بيكَاسو السِيريَالَيَة ..
لَيْسَ مُهَمَاً أَنْ أُحَاكِي الوَاقَع .. بِ فِكْرِ سُقْرَاط الجَدَلِي ..
لَيْسَ مُهَمَاً أَنْ يَقْتَنِع أَحَدَاً بِ أَفْكَارِي .. وَأَحَادِيثِي الرَتِيبَة ..
.. !
كُلّ مَا يُهَمَنِي أَن .. لَا أُصْبَح قَذَر أَمَام مَرَآة نَفْسِي .. فَقَط ..
"
لَا تَظَنُّوا أَنّ الكِتَابَة .. سَ تُخَلّص البَشَرِيَة .. مِنْ غُول الجَهْلِ .. بَل سَ تُزِيد الجَهُلَاء .. !