تسمو إليه كل الارواح
وتهيم بذكره النفوس
فلا يأتي ذكره إلا وتطرب القلوب الندية
ولا تطفق تلهج بذكره فلا تمل
حبه يورث القلب حلاوة ولذة ليس لها مثيل
حبه مصدر السعادة
فهو سعادة الدارين
هو نور السماوات والارض
انه الله عز وجل
في حبه تنافس المتنافسون
من ذاق محبته عاش منعما سعيدا
ومن حرمها عاش حياته ظلمات كأنما يصّعد في السماء
قال ابن القيم رحمه الله في محبة الله عز وجل:
" منزلة المحبة : هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ,
و إليها شخص العاملون وإلى علمها شمر المتسابقون
فهي :
قوت القلوب وغذاء الأرواح , وقرة العيون !!
وهي الحياة التي من حرمها حرم من جملة الأموات
والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات!
والشفاء الذي من عدمه حلت به جميع الأسقام!!
واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام !!
وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه !!
تحمل السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها !!
وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها ....!!
تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة
إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب
وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب
فيا لها من نعمة على المحبين سابقة ..!!
تالله لقد سبق القوم السعادة وهم على ظهور الفرش نائمون
وقد تقدموا الركب بمراحل وهم في سيرهم واقفون ...
من لي بمثل سيرك المدلل ** تمشي رويدا وتجيء في الأول"
انتهى كلامه رحمه الله
نعم.. الحب الحقيقي هو الحب الإلهي
الحنين المتجدد والشوق المستمر
من لم يذقه ماعرفه
متجدد مع الانفاس
أي مرتبه تسمو الى هذه المرتبة؟؟
قالوا قديما:
((مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وماذاقو أطيب مافيها‘
قيل : ومأطيب مافيها؟:
قال محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته ))
• يقول آخر:
((إنه ليمر بي أوقات أقول فيها
إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب ))
• وقال آخر:
((والله ماطابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته،
ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته))
• قال ابن تيمية رحمه الله :
وأخرج من البيوت لعلني *** أحدث عنك القلب بالسر خالياً
هذا هو الحب الحقيقي .. سعادة الدنيا والآخرة
فاين موقعنا منه .. وهل فتشنا قلوبنا
ووقفنا مع انفسنا وسألناها
هل نحب الله عزّ وجل حبا حقيقيا خالصاً؟؟